موضوع: سحر النهر الخالد في قصيدة الشاعر محمود علي طه الإثنين مايو 10, 2010 4:51 pm
الشاعر
علي محمود طه
في قصيدة [size=16][size=12][size=25]النهر الخالد[/size][/size][/size]
-
علي ضفاف نهر النيل الخالد انسابت ارق الكلمات المصاحبة لاعذب الالحان التى شكلت أجمل الأغنيات ومن أشهر ما لحن وغنى موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب تلك القصيدة الخالدة التى أبدعها الشاعر العظيم الراحل محمود حسن إسماعيل وأعنى بها قصيدة النهر الخالد وإذا كان النيل أشهر "موصل جيد للحضارة" فانه يتحول أحيانا إلى أجمل وأطول قيثارة تمتد بطول مصر لتسقي شعبها الفنان أحلي الأنغام فهو دائما مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال
النهر الخالد
مسافر زاده الخيال والسحــــــر والعطـــر والظلال ظمآن والكأس فــي يديه والحب والفـــــن والجمال شابت علــى ارضه الليالي وضعت عــمرها الجبال ولم يزل ينشــد الديارا ويســـــــــأل الليل والنهارا والناس في حبه سكارى هامـــو على افقه الرحيب آه على ســــــرك الرهيب وموجــك التائــه الغريب
سمعت في شطك الجمـــيل ماقالت الريـــح للنخـيل يسبح الطير ام يغنـــــــــي ويشــرح الحب للخمـيل واغصن تلك ام صبايا شربن من خمــــــرة الاصيل وزورق بالحنيــــن سارا ام هــذه فرحـة العــذارى تجري وتجري هواك نارا حملت من سحرها نصيب آه على ســــرك الرهيب وموجـــك التائــه الغريب
يانيل ياساحـــــــــر الغيوب
وعندما كتب محمود حسن إسماعيل "شابت علي أرضه الليالي وضيعت عمرها الجبال" كان يلمس حقائق جغرافية وحضارية عديدة فالليالي تشيب علي ضفاف النيل وهو أبدا فتى يافع فى عنفوان شبابه والجبال يضيع عمرها وهذه حقيقة جغرافية فذرات تربته الخصبة ما هي إلا نتائج تفتيت مياه الأمطار لصخور هضاب المنابع تلك الصخور النارية في هضبة أثيوبيا التى تفتتها قطرات المطر لترسبها سهلاً فيضياً خصباً علي ضفافه أما "ولم يزل يسكن الديارا ويسكب النور للحياري" فتعنى أن النهر الكريم وهو يجرى في ديارنا فإنه ينير لنا حياتنا حقيقة ومجازا قديما وحديثا قديما عندما ولدت علي ضفافه أول حضارة في الدنيا أنارت الطريق لكل الحائرين بظهور أول الموحدين قبل الأديان السماوية وهو إخناتون وحديثا لأنه ينير الدنيا بالكهرباء المولدة من مياهه بعد اندفاعها من السد العالي ولقد سمع "إسماعيل" ما دار بين النيل والأشجار والأزهار من حوار وهو يجلس علي شاطئه مباشرة في بلدته "النخيلة" بمحافظة أسيوط فبلل قريحته بمياهه العطرة وكتب :
سمعت في شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل يسبح الطيـــــر أم يغنــى ويسكب الحب للخليل وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة الأصيل وقد أدرك الشاعر الكبير وهو جالس علي شاطئ النيل الجميل سر الحوار الأزلي بين الريح والنخيل الباسق علي ضفافه ذلك النخيل الذى يشبه سعفه المفرود في الهواء أكف ضراعة كهنة آمون وهم يرفعونها ليحمى الله مصر من كل شر فالريح تستريح من طول سفرها بالاستلقاء علي أوراق النخيل العالي ثم تبدأ في البوح بهمومها فينصحها النخيل بالارتماء في أحضان النيل و بين أمواجه لكن الإبداع كله والجمال كله عندما شبه الشاعر أغصن الأشجار التى تميلها الريح ناحية المياه بصبايا يشربن من خمرة الأصيل