FORUM OF WORLD - WIDE MOROCCAN FRIENDSHIP
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الذي ينسج صداقات بين المغاربة والعالم منتدى عربي فرنسي، في انتظار تطويره إلى باقي لغات العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مندى الصداقة المغربية العالمية، منتدى يربط جسور التواصل بين المغاربة وأصدقائهم في جميع أنحاء العالم

 

 التكافل الاجتماعي في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amina




المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 23/04/2010

التكافل الاجتماعي في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: التكافل الاجتماعي في الإسلام   التكافل الاجتماعي في الإسلام I_icon_minitimeالأحد يونيو 12, 2011 7:33 am

{

د.رشيد كهوس أبو اليسر,

الزيارات : 13212

نشرت في : أقلام متخصصة, القلم الاقتصادي

تحدث القرآن الكريم عن التكافل الاجتماعي في قوله اللهY: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: من الآية2)، ويقصد بالتكافل الاجتماعي: توحيد جهود أفراد مجتمع العمران وإشراكها في المحافظة على المنافع العامة والخاصة لهذا المجتمع ، ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية عنه، بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له أن عليه واجبات للآخرين وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة وذلك بجلب المصالح إليهم، ودرء الأضرار عنهم.



وعليه، فالتكافل الاجتماعي في مجتمع العمران الأخوي ليس مقصورا على النفع المادي فقط، وإن كان ذلك ركنًا أساسا فيه بل يتجاوزه إلى جميع ما يحتاجه هذا المجتمع الأخوي –أفرادا وجماعات- من الحاجات المادية والمعنوية والفكرية .

ولذلك فإن حبيبنا رسول الله r حين رأى مجتمع المدينة ممزقا حينما هاجر إليه بسبب الخلافات بين الأوس والخزرج من ناحية، وبسبب فقر معظم المهاجرين وعوزهم من ناحية أخرى، طبق مبدأ أخوة الإسلام بحيث يشعر كل مسلم أنه مكفول كفالة تامة في المجتمع العمراني الإسلامي الجديد.

ويقوم مبدأ المؤاخاة الذي أسس دعائمه سيدنا رسول الله r على أساس أن المسلمين جميعا أخوة، يعطى الغنى منهم فقيرهم بالمعروف ويعين القادر منهم غير القادر، إذ أمرهم سيدنا رسول الله rبأن يتآخوا في الله أخوين أخوين، تآخى كل واحد من المهاجرين مع رجل من الأنصار.

كانت هذه المؤاخاة بهذا المفهوم الاقتصادي الاجتماعي درسا في التنظيم الاجتماعي ولم يكن معناها أبدا أن يركن المهاجرون إلى الدعة والكسل والخمول، ويتوقفوا عن السعي وراء الرزق واتخاذ أسبابه، بل كان الهدف ترسيخ قيمة التكافل الاجتماعي بين من يشتركون في أخوة الدين الإسلامي، بحيث يعين المسلم أخاه المسلم في وقت الضرورة الحاجة الملحة دون تواكل على الغير ، ولذلك اشتغل بعض المهاجرين بالتجارة، على حين عمل البعض الآخر، في حقول الأنصار ومزارعهم.

لهذا فالإسلام يَعُدُ التكافل الاجتماعي واجب من أهم الواجبات التي يتحتم على أفراد المجتمع العمراني القيام بها. والعمران الأخوي المنشود هو الذي تتعمق فيه بالممارسة معاني المحبة و الود والرحمة والإيثار والبذل، فالمسلمون في توادهم وتراحمهم جسد واحد ألف الله بين أعضائه بنعمته وفضله بعد أن كانوا أعداء، قال الله تعالى: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( (آل عمران:103).

وقد ضرب المسلمون الأوائل أروع الأمثلة في ممارسة التكافل الاجتماعي والمحبة والأخوة والرابطة الإيمانية والإيثار مع الحاجة والبذل، فقد الصحابة رضي الله عنهم ترسل إليهم الأموال الكثيرة فيوزعونها على المحتاجين وينسون أنفسهم وهم أحوج ما يكونون إليها وكانوا رحماء فيما بينهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، كما يصفهم القرآن الكريم: )أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( (الفتح: من الآية29)، )وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( (الحشر:9).

ففي المجتمع العمراني الأول في المدينة المنورة، استقبل الأنصار المهاجرين وشاطروهم الديار والأموال، وبذلوا لهم النفس والنفيس ابتغاء رضوان الله، كما أخبرنا مولانا تبارك وتعالى.

بهذه الأخوة تكون العمران الأخوي الأول، وضرب مثلاً رائعاً في التكافل الاجتماعي ، ولقد برهن الأنصار عن حبهم الصادق، وأخوتهم الصادقة، بكرمهم وسخائهم في معاملتهم لإخوانهم المهاجرين، وكانت الأخوة الصادقة بينهم، والرابطة القلبية رباطاً قوياً متيناً جمع المهاجرين والأنصار بما يترتب على ذلك من حقوق تساوت مع حقوق الأخوة في النسب.

هكذا نرى ونشاهد تلك الصور المشرقة من حياة الصحابة وكرمهم وسخائهم وتكافلهم، إنها نماذج خالدة صنعها الإسلام في ظلال الصحبة النبوية المباركة التي ربت هذا الجيل القرآني الخالد، حتى أنكر الفرد نفسه، ، وهجر المال والمتاع، وقطع صلته بالمجتمع الجاهلي، وأصبح له طريق جديد ووجهة جديدة ، واتجه قلبه صوب مجتمع أخوي جديد يقوده حبيب الحق سيدنا محمد r بأخلاقه المثلى وصفاته العلى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التكافل الاجتماعي في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
FORUM OF WORLD - WIDE MOROCCAN FRIENDSHIP :: الخدمات الاجتماعية :: التكافل الاجتماعي-
انتقل الى: