موضوع: العلمانية في شعر امير الشعراء الإثنين مايو 10, 2010 5:58 pm
اخواني اخواتي
نلتقي بكم اليوم مع العلمانية في شعر امير الشعراء
احمد شوقي
شوقي . وفريضة الحج
في قصيدة " الي عرفات الله " ينقض شوقي فريضة الحج ، ويفند
جدواها ودواعيها . ويقدم عليها ما يراه أولي منها واحق كبديل افيد وأليق
من فريضة الحج . ولكن .. ليس هكذا يتكلم شوقي ، ليس بتلك المباشرة ..
كلا .. فشوقي شاعر رقيق كما قلنا . لذا فانه يمهد كثيرا تمهيدا
اطرائيا لما سيقوله عن الحج علي النحو الآتي :
الي عرفــات الله يا خـــــير زائــــر ** عليك سلام الله في عرفات علي كل أفق في الحجاز مـلائك ** تزف تحايا الله والبركات
لدي الباب جبريل الأمين براحه * * رسائل رحمانية النفحــات
وفي الكعبة الغراء كل ركن مرحب ** بكعبة قصاد وركن عفـــاة وما سكب الميذاب ماءا وانمــــا ** أفاض عليه الأجر والرحمات وزمزم تجري بين عينيك أعينا ** من الكوثر المعسول متفجرات
مديح جميل كما رأيتم ، رائع للغاية حتي الآن ولكن بعد أبيات اخري من نفس
النهج من الاطراء والكلمات العذبة يقول شوقي متسائلا في تعجب :
فيا رب هل تغني عن العبد حجة ** وفي العمر ما فيه مـــن الهفوات ؟!
وبعد ذلك تأتي أبيات اخري معناها وملخصها : ان كان هو لم يرتكب ذنوبا ت
حتاج الي غسلها و محوها بالحج .. فما هي حاجته الي الحج ؟!وما حاجة الحج اليه ؟! اذ يقول :
وتشهد ما آذيت نفسا ولم اضر ** ولم ابغ في جهري ولا خطـــراتي ولا غلبتني شقوة أو سعـــــادة ** علي حكمــــة أتيتــنــــي وأنـــــــاة ولا جال الا الخير بين سرائري ** لدي سـدة خــــيرية الرغـــــــــبات ولا بت الا كابن مريم مشفـــقا ** علي حســــدي مستغـــــفرا لعداتي ولا حملت نفسي هوا لبـــلادها ** كنفسي في فعـــلي وفي نفســـاتي
هكذا قدم شوقي حيثيات عدم حاجته للحج . ثم يقدم البديل الافضل في رأيه
من تلك الفريضة والأحق منها وهي الزكاة والصدقة فيقول : واني ولا من عليك بطاعـــــــة ** أجل وأغـــلي في الفروض زكاتـــي أبالغ فيها وهي عدل ورحمـــة ** ويتركها النســــاك في الخـــــــلواتي
ويطلب من الله أن يغفر له ويعفيه من فريضة الحج تلك التي هي الركن الخامس في المحمدية .
لعدم قناعته بجدواها بالنسبة له علي الأقل وأن الزكاة أحق وأفضل . فيقول :
وأنت ولي العفو فامح بناصــع ** من الصفح ما سودت من صفحــــات
ثم يعود ليفجر قنبلة شعرية ولكنها كاتمة للصوت حيث يمهد لها بمديح جميل وباقة من الاطراء اللطيف . فيقول :
اذا زرت يا مــــــــولاي قـبر محمد ** وقبلت مثوي الاعظم العطــــرات وفاضت مع الدمع العيـــون مهابة ** لاحمد بين الســــتر والحجــــرات وأشرق نـــــــــور تحت كل ثنــــية ** وضاع اريـــج تحت كـــل حصـاة لمظــــهر دين الله فـــــوق تنــــوفه ** وباني صروح المجد فوق فـــــلاة
حسنا حسنا .. فماذا بعد هذا الاطراء يا عم شوقي ؟ فاذا بشوقي يوصي الزائر لقبر محمد بأن يزف اليه خبرا لا يسر القلب ونبا
لا يريح الخاطر بل هو وخز ونخس له في مرقده يقض مضجعه. حيث يقول :
فقل لرسول الله يا خيــر مرســل ** أبثك ما تــدري من الحــــسـرات شعوبك في شرق البلاد وغربها ** كأصحاب كهـف في عميق ثـبات